الخميس 18 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب .. العم صلاح حافظ

نشر
صلاح حافظ
صلاح حافظ

ويَمْضَي الأَحِبَّةُ..

تبقى تُفتِّش في التصاوير عن زهرتين، ووجهٌ يُقاسِمُك الرِّحلة المقبلةَ ..

تُحدِّقُ في وتقرأ كل التفاصيل ما بيننا

أحييك .. أدخل في الحلم ..

لكن شيئًا من العمر يمضي .. ويبقى الطريق..

يُخاصمك الآن قلبي، ونصفُ الطريقِ ونصفُ الرغيفِ .. ونصفُ المسافةِ ما بين قلبي والبراءة.

فها أنت ترسم لي طريقًا من الجمر أمشي عليه وحدي.. طريق الله كان يجمعنا وبيوت أوليائه كانت الملجأ والمفر .. فإلى أين يا أيُّها المغترب .. كنتَ وحدك ترسم لي طريقًا من الحب أمشي عليه بقلبي؛ فأفتح بابًا للعاشقين وأغلق كل دُرُوبِ الهوى..

فماذا بعدك؟.

كل المواعيد ما بيننا هانت عليك، وكل نداءات العاشقين ذهبت أدراج الرياح..

تركتها خلفك وهرولت وحدك نحو موعدك الأخير .. لم يكن ذلك هو اتفاقنا .. كنا نفكر معًا ونقرأ معًا ونجوب كل دروب العاشقين سويًّا..

مدد .. مدد .. مدد.. هو المدد إذن؛ ذلك المجهول الذي هرولت خلفة تشتهيه وحدك، وتعرف لذَّتَه وقيمتَه وحدَك، وترتشف منه جرعتك الأخيرة وحدك.. فهل صادفوك هناك كيف استقبلوك يا صديقي، وأنت تهرول فاتحًا ذراعيك لهم.

أذكر في زيارتنا الأخيرة لباحة مولانا الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه، طلبت مني الصعود وحدي إلى حيث كان يصعد الشيخ .. خانك القلب الذي طالما هم بالصعود مرارًا .. قُلت لي: لقد ضعفت عضلة القلب؛ لكنها مازالت تعرف طريق الحب وتسلك طريق العاشقين، قبلت وجنتيك وقلت لك سأدعو لك وضحكنا ..

وفي مقام السيد البدوي بكينا كما لم نبكِ من قبل .. قلت لي أذكر .. سينصرك الله نصرًا عزيزًا.. وانصرفنا..

الآن وحدك تهرول إليهم وتتركني، فالله الله يا عم صلاح الله الله يا عم صلاح، الله الله يا عم صلاح..سلم على العاشقين هناك وانقل سلامي إليهم وادعو لي فأنت الآن الرسول المقرب، وأنا المريد الذي ينتظر.