السبت 20 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

المتحدث الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني خلال حواره مع عبدالرحيم علي: الوضع معقد والحرب العراقية حتمية

نُشر هذا المقال بموقع "إسلام أون لاين نت" بتاريخ 21 يناير 2003

نشر
عبد الرحيم علي

المعارضة العراقية.. مواقف على شفا الحرب

الديمقراطي الكردستاني: الوضع معقد والحرب حتمية

في محاولة للتعرف على وجهات نظر قادة المعارضة العراقية في إمكانية وجود حل سلمي للأزمة العراقية، عبر مبادرة تخرج في اللحظات الأخيرة لتبعد شبح الحرب المخيم على العراق؛ التقينا بالسيد "دلشان ميران" الناطق الرسمي باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي أكد لنا أن الحل الوحيد الآن بيد الأمم المتحدة؛ فهي الوحيدة التي يمكنها الآن إبعاد شبح الحرب ووقف دقاتها المتسارعة، بإعلانها خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، أما ما دون ذلك فيقع في خانة التمنيات. 

* سيد دلشان في ظل تسارع دقات طبول الحرب.. هل هناك أمل في مبادرة تُطرح بديلا سليما للخروج من الأزمة؟ 

أعتقد أن الوضع تعقّد تماما، وأصبحت الحرب حتمية، والأمل الوحيد الباقي أمام نظام صدام أن يخرج تقرير رسمي من الأمم المتحدة يؤكد خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، ساعتها يصبح صعبا على الأمريكان أو غيرهم التفكير في ضرب العراق. 

* ألا يمكن طرح مبادرة من نوع المصالحة بين النظام والمعارضة، وإعمال الديمقراطية والتعددية داخل العراق، في إطار عراق جديد تتمثل فيه كل القوى والتيارات، أو أن يخرج صدام من العراق مع ضمانات بعدم ملاحقته قانونيا؟ 

خروج صدام أو بالأحرى قبوله الخروج من العراق مستحيل، والأكثر منه استحالة هو أن يقوم صدام بإعمال مصالحة مع المعارضة وتفعيل شكل من أشكال الديمقراطية يسمح بعراق جديد متعدد.. لماذا؟ لأن النظام يعتبر المعارضة عملاء وجواسيس، وينظر إليهم باعتبارهم صنيعة أمريكية؛ فكيف يمكن أن يتغير هذا الموقف بين عشية وضحاها؟! هذا مستحيل. ولقد حاولنا كثيرا من قبل إجراء أي حوار مع صدام يحفظ حقوقنا كأكراد، ففي أصعب الأوقات التي مر بها النظام لم يحاول الانفتاح على المعارضة؛ الأمر الذي يجعلني أقول: إن كل كلام حول مبادرة من هذا النوع في هذا التوقيت يقع في خانة التمنيات. 

الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين 

* بافتراض حدوث التغيير.. ماذا عن الفترة الانتقالية؟ 

** إذا سار هناك تغيير فالمعارضة متفقة حول برنامج للفترة الانتقالية، في شكل مبادئ أساسية، فهناك مجلس تأسيسي تم انتخابه في مؤتمر المعارضة الأخير الذي عقد في لندن، وسيتم اختيار إدارة للبلاد مؤقتة نابعة من هذا المجلس، كما سيتم وضع دستور جديد في الفترة الانتقالية، وتحديد موعد لإجراء انتخابات بمساحة ديمقراطية بإشراف دولي، وسيكون للأمم المتحدة دور أساسي في الفترة الانتقالية؛ للمساعدة في تثبيت الديمقراطية في البلاد. 

* وكيف يمكن معالجة الفوضى المرشح حدوثها حال التغيير عن طريق الحرب؟ 

طبيعي في حالة نشوب حرب والإطاحة بالنظام أن تكون هناك اضطرابات، لكن أيضا هناك مؤسسات متوافق عليها من جميع القوى السياسية والعرقية الممثلة للمعارضة، وهذه ستقوم بدورها فورا بمساعدة دولية من الأمم المتحدة؛ في محاولة للسيطرة على الوضع، وطالما هناك توافق بين كافة قوى المعارضة فسيصبح من الصعب انفلات الأوضاع وخروجها عن السيطرة. 

فوضى 

* ولكن هناك من يؤكد أن كل طرف في المعارضة سيسعى للحصول على أكبر قدر من المكاسب، مستغلا الفوضى التي ستحدث.. على سبيل المثال هناك من يتحدث عن سعي الأكراد لإنشاء دولة كردية على الحدود الشمالية للعراق؟ 

بالنسبة للأكراد نحن لم نطرح دولة كردية في يوم من الأيام، طرحنا الدائم يتمثل في عراق فيدرالي ديمقراطي ضمن دولة موحدة، والهدف الأساسي من هذا الطرح هو توزيع عادل للسلطة؛ حتى لا ينفرد أحد في دولة متعددة الأعراق بالحكم ولا يكون هناك تمركز للسلطة في مكان دون آخر، هذا بالإضافة إلى قضية الثروة فلا بد من إعادة تنظيم البنية الأساسية على جميع المستويات؛ في محاولة لإيجاد صيغة لهيكل اقتصادي واجتماعي متوازن وعادل. 

 

* وماذا عن التخوف المطروح من سيطرة الشيعة ممثلين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية على المجلس التأسيسي؛ وبالتالي على الإدارة المؤقتة التي سيكون لسياستها الإدارية دور كبير في تشكيل عراق المستقبل؟ 

الشيعة في العراق أكثرية، وحصولهم على هذه النسبة الكبيرة في المجلس التأسيسي شيء مبرر، ولكن في نفس الوقت هم لم يطرحوا أي سياسات مستقلة، كل أطروحاتهم تدور في إطار عمل جماعي للمعارضة العراقية؛ وبالتالي فهذه جميعها مخاوف لا أساس لها في الواقع، وإنما ترددها بعض الأجهزة الأمنية العراقية لإرباك صفوف المعارضة، أما نحن فجميعنا يعمل من أجل عراق موحد ديمقراطي عادل، دون أن يعني هذا طمس الهويات المكونة للشعب العراقي، عراق متعدد القوميات والأديان، الكلمة العليا فيه للدستور والقانون وليس للأفراد. 

الدور الأمريكي 

* سيكون للأمريكان الدور الحاسم في التغيير؛ وبالتالي سيكونون الطرف الأقوى في المعادلة داخل العراق؛ الأمر الذي يجعلهم يغلّبون تصوراتهم الخاصة حول عراق المستقبل.. ألا يطرح هذا تخوفا من تغيير يعبر عن رؤية وطنية؟ 

نحن لم نتفق مع الأمريكان في جميع النقاط، وقد خرجنا عبر حواراتنا المستقلة بمجموعة من المبادئ التي تصب في الحفاظ على وحدة العراق أولا، وتفعيل الديمقراطية، ونحن لنا رأي واضح في النظام المستقبلي في العراق؛ فنحن نرفض وجود حاكم عسكري أمريكي أو مجلس، والأمريكان يعلمون ذلك، فهذا لا يحل المشكلة العراقية وإنما يزيدها تعقيدا. وهذا المطالب طرحناها على الأمريكان، وأكدنا لهم أننا نريد نظاما ديمقراطيا يرسم خريطته أبناء العراق من كافة القوى والتيارات السياسية والعرقية. 

* أخيرا ماذا عن إسرائيل؟ 

هذا الموضوع لم يُطرح ولم يبحث في المؤتمر، وأتصور أن الجميع في المعارضة وداخل صفوف الشعب العراقي مع الحق الفلسطيني في دولة مستقلة، ومع الوقوف خلف ممثلي الشعب الفلسطيني حتى ينالوا حقوقهم كاملة، وهذا موقف لا يمكن أن يتبدل بحلول نظام جديد محل النظام الحالي.