الثلاثاء 08 أكتوبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

المستشار حسام زكي في حواره مع عبد الرحيم علي: غياب الإرادة السياسية أضعف الجامعة العربية

نُشر هذا الحوار في موقع "إسلام أون لاين نت" بتاريخ 17 يناير 2004

نشر
عبد الرحيم علي

الناطق الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية: غياب الإرادة السياسية أضعف الجامعة العربية

على مدى أكثر من ساعة ونصف أدار عدد من صحفيي قسم الأخبار بشبكة "إسلام أون لاين نت" حوارا ساخنا مع المستشار حسام زكي الناطق الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية.

تناول الحوار الذي شارك فيه مجموعة من محرري "إسلام أون لاين نت"، موقف الجامعة من قضايا العراق وفلسطين والسودان وحوار الحضارات.

وكشف "زكي" في الحوار عن أن العرب -قادة وشعوبا- أدركوا بعد الحرب على العراق أن الجامعة العربية كنظام مستهدف من قبل قوى بعينها تريد استحداث أطر وأشكال جديدة في منطقة الشرق الأوسط، وأشار إلى أن ضعف الإرادة السياسية وغيابها في بعض الأحيان هما السبب وراء السلبية التي يعاني منها العمل العربي المشترك.

وأكد أن مشروع التطوير الذي تم تقديمه للمندوبين الدائمين للجامعة لدراسته قادر إذا تم دعمه وإقراره على إحداث نقلة نوعية في كيفية إدارة العمل العربي المشترك.

المستشار حسام زكي الناطق الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا 

أسباب الأزمة

وحول الأسباب التي أدت إلى انفجار أزمة الجامعة بشكل بارز في الفترة الأخيرة قال "زكي": لقد عانت الجامعة من عمليات فشل متتابع انتهى بالحرب على العراق، وهذا نتج عن حصر دور الجامعة في الجانب السياسي الذي تتعلق النتائج فيه بالإرادة السياسية للدول وليس بقدرة الجامعة على العمل، وأضاف: لقد دفع احتلال العراق وما تبعه من نتائج بعض العرب للتساؤل حول جدوى وجود الجامعة بشكل عام إذا كانت غير مؤهلة لتقديم أقل قدر من الدعم السياسي الذي تفرغت له لعقود طويلة فضلا عن الحيلولة دون وقوع مثل هذا الحدث، مشيرا إلى أن السؤال كان مشروعا، لكن البعض استغله لطرح أجندته الخاصة، والقول بأن الجامعة بأهدافها وإطارها الحالي أصبحت غير مناسبة للتطورات التي تحدث في المنطقة.

عمرو موسي، الأمين العام لجامعة الدول العربية  سابقًا 

وأكمل "زكي": في شهر مايو 2003 وجد الأمين العام السيد "عمرو موسى" الفرصة سانحة للقيام بجولة عربية لاستطلاع رأي الناس -قادة وسياسيين وبرلمانيين ومثقفين- حول موقفهم من الجامعة، وكانت نتيجته أن اكتشفنا وجود تأييد عارم للجامعة ولدورها وإدراك شامل من قبل كافة القيادات العربية في المنطقة بأن الجامعة -كفكرة وإطار- مستهدفة، وأنه آن الأوان للقيام بإصلاحات جوهرية تحافظ على كيان الجامعة وتعيد إليه هيبته، وهو ما قمنا بعمله في المشروع الجديد المقدم إلى قمة تونس المقبلة في مارس 2004.

وشدد "زكي" على أن أهم العناصر في مشروع التطوير المقدم للقمة المقبلة تشمل "إنشاء محكمة عدل عربية وإيجاد آلية لفض النزاعات الإقليمية التي تنشأ بين أطراف عربية، بالإضافة إلى إنشاء برلمان عربي يضمن المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار داخل المنظمة، وكذلك مجلس أمن عربي يبحث في إستراتيجية ثابتة لضمان الأمن القومي العربي".

 

العراق.. لماذا الآن؟

وحول منظور الجامعة لقضية العراق قال "زكي": لقد بدأنا التفكير في التواجد على الساحة العراقية بعد تأسيس مجلس الحكم وشغله لمقعد العراق الشاغر في الجامعة، فقد أصبح هناك نظير عراقي نستطيع الحديث معه أيا كانت تحفظاتنا على طريقة اختيار هذا المجلس أو تركيبته.

 وأضاف "زكي": قبل هذا كان التواجد على الساحة العراقية مستحيلا، فمع من كنا سنتعامل إذا كانت الأمم المتحدة قد قررت أن العراق بلد محتل، هل كنا نتعامل مع قوات الاحتلال؟

وأشار "زكي" إلى أن وفد الجامعة سافر إلى العراق والتقى بأكثر من 600 شخصية عراقية يمثلون كافة الاتجاهات، وقال زكي: من خلال ما رأيناه نستطيع أن نقول بأن الوضع هناك في غاية الخطورة، فهناك إصرار كردي على مبدأ الفيدرالية (السياسية والجغرافية والقومية)، كما أن هناك فجوة واسعة بين الموقفين العربي والكردي فيما يخص عراق المستقبل وهو ما يقلقنا بشكل واضح، وأشار زكي إلى معارضة الأغلبية العربية للفيدرالية باعتبارها تمهد لتقسيم العراق.

وشدد "زكي" على وجود اتصالات مكثفة -رفض الإفصاح عن أطرافها- هدفها في النهاية المحافظة على وحدة العراق ومنع إقرار أي مشروع يمهد للانفصال.

خصوصية القضية الفلسطينية

وأوضح "زكي" أن القضية الفلسطينية لها خصوصية محددة تتلخص في كونها النزاع الرئيسي مع طرف غير عربي، مضيفًا أن الطرف الإسرائيلي يرفض أي دور من أي طرف آخر غير الطرف الأمريكي وهو ما يقزم أي دور لأطراف أخرى، وشدد على أن الجامعة لم تقف مكتوفة الأيدي، إنما قدمت رؤيتها لحل الصراع عن طريق تبنيها لمبادرة الأمير عبد الله ولي العهد السعودي التي أصبحت مبادرة لكل العرب، ولكن الإسرائيليين رفضوا هذه المبادرة أيضا.

وحول تقصير الجامعة في قضية الدعم المادي للفلسطينيين قال "زكي": الجامعة ليس لديها أموال، إنما هي عبارة عن صندوق لاستيعاب الأموال التي تتبرع بها الدول العربية إلى الفلسطينيين ونحن نقدم لهم ما يصلنا ولا نستطيع أن نقدم أكثر من ذلك.

شاركنا في المفاوضات السودانية

وفيما يخص دور الجامعة في السودان قال "زكي": نحن لم نغب للحظة عن ساحة المفاوضات السودانية؛ الأمر الذي أثمر في النهاية اختيارنا كمراقب في المفاوضات مؤخرا.

وأضاف "زكي" أن الجامعة تحاول مد الجسور مع الجميع وقد استقبلنا جون جارنج في الجامعة وسمعنا منه وسمع منا، كما زار الأمين العام لأول مرة في تاريخ الجامعة الجنوب السوداني، واستمع إلى الناس هناك، ولدينا خطة كاملة للعمل لتحفيز خيار الوحدة بين السودانيين خلال الست السنوات التالية للتوقيع النهائي على الاتفاق.

مفوض لحوار الحضارات

وحول المساهمات التي أكدت الجامعة أنها ستقوم بها في إطار الدفاع عن صحيح الإسلام ومواجهة الأفكار التي راح البعض يروج لها ضد العرب والمسلمين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر قال "زكي": الحديث كان يدور حول مساع تقوم بها الجامعة فيما يتعلق بحوار الحضارات، وقد قامت الجامعة في هذا الإطار بتعيين الأستاذ الدكتور أحمد كمال أبو المجد مفوضا عاما لحوار الحضارات في محاولة للاستفادة من خبراته والدفع بأجندتنا في الحوار، وأضاف زكي أن المشكلة في عدم تفعيل هذا الموضوع تعود إلى الموارد المالية؛ فليس لدينا الموارد الكافية لذلك، لكن في التطوير الجديد نحن نحاول تفعيل مؤسسات المجتمع المدني لمساعدتنا في القيام بهذا الدور.

 

الدكتور أحمد كمال أبو المجد 

وأعلن "زكي" في نهاية الحوار مع قسم الأخبار بشبكة "إسلام أون لاين.نت" أنه متفائل بدور التعديلات الجديدة في إصلاح الخلل الذي لازم الجامعة لسنوات طويلة.