الثلاثاء 08 أكتوبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

حسن الصفار لعبد الرحيم على: الطريق الصحيح للتغيير هو وعي الجمهور

نُشر هذا المقال بموقع "إسلام أون لاين نت" بتاريخ 14 مايو 2005

نشر
عبد الرحيم علي

إسلاميو السعودية والحوار مع أمريكا

حسن الصفار: اتجاهان متمايزان للحوار

أكد الشيخ "حسن الصفار" أبرز علماء الدين الشيعة في المملكة العربية السعودية أن الولايات المتحدة تهدف من فتح حوار مع الإسلاميين إلى إنقاذ سمعتها، وتقليل حالة الكراهية للأمريكيين لدى أوساط الشعوب العربية والإسلامية، وأن ذلك لا ينفي في الوقت نفسه إدراك الولايات المتحدة أن تجاهل القوى الإسلامية في المنطقة خطأ فادح نظرا لنفوذ هذه القوى وتأثيرها.

ورغم إشارة "الصفار" إلى أن رغبة الولايات المتحدة في هذا الحوار تتراوح بين ما تعلنه الإدارة الأمريكية حول مسألة نشر الديمقراطية والإصلاح، واستخدام هذا الحوار مع القوى الإسلامية كورقة للضغط على الأنظمة الحاكمة؛ فإنه أكد على أنه لا يجوز رفض الحوار مع أي طرف أو أي جهة.

 وقد فرق "الصفار" بين اتجاهين للحوار: أولهما يتعلق بقضايا الإسلام وهذا لا يمكن تفويته، والثاني يتصل بدولة بذاتها وهنا لا بد من دراسة الموقف في ضوء الواقع السياسي لهذه الدولة.

 

 

وفيما يلي نص الحوار:

*في رأيكم ما هي دوافع الولايات المتحدة للإعلان عن قبول الحوار مع الإسلاميين المعتدلين؟ وهل يمثل ذلك تغييرا حقيقيا في السياسة الأمريكية؟ وكيف ستتعاملون معه؟

- إن تجاهل الأمريكيين للقوى الإسلامية في المنطقة خطأ إستراتيجي كبير، ناتج عن الجهل بمدى نفوذهم وتأثيرهم، أو لسيطرة اتجاهات أيديولوجية عنصرية مناوئة للإسلام، وإذا كان هناك تحوّل حقيقي في السياسة الأمريكية تجاه القوى الإسلامية المعتدلة فهو تحوّل في الاتجاه الصحيح.

وربما كان من دوافع هذا التحوّل إنقاذ ما يمكن من سمعة الولايات المتحدة الأمريكية في أوساط الشعوب الإسلامية، وتقليل حالة السخط والكراهية للأمريكيين التي تستفيد منها القوى المحاربة لأمريكا، والاعتراف بواقع تجذر القوى الإسلامية في المنطقة.

كما أن ما يعلنه الأمريكيون من استهداف الإصلاح السياسي ونشر الديمقراطية في المنطقة لا يمكن أن يتم مع تجاهل أكبر القوى تأثيرا في شعوب المنطقة وهم الإسلاميون. وقد يرى الأمريكيون أن الحوار مع القوى الإسلامية ورقة ضغط على الأنظمة الحاكمة، وأعتقد أن القوى الإسلامية ينبغي ألا ترفض مبدأ الحوار مع أي طرف أو جهة، لكن المسألة تتعلق بظروف الحوار وضوابطه.

 

 

*على أي أساس يمكنكم الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا؟ وما هي الضوابط التي يمكن لكم ولهم وضعها لمثل هذا الحوار؟ وكيف ستتعاملون مع تلك الضوابط؟

- الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا إنما يكون في أحد اتجاهين:

الأول: عموم الموقف الأمريكي من قضايا الإسلام والمنطقة، وهنا لا ينبغي تفويت أي فرصة لإسماع الأمريكيين والأوربيين رأى الجهات الإسلامية؛ لما قد يمثله ذلك من أثر في تعديل سياساتهم ومواقفهم إذا تكرر وتعدد طرح هذا الرأي بشكل منطقي واضح من جهات إسلامية ذات وزن وتأثير.

الثاني: في خصوص وضع بلد إسلامي معين وهنا لا بد من دراسة الموقف ضمن خصوصيته، فالوضع في العراق أو لبنان مثلا يختلف عن الوضع في مصر أو المملكة العربية السعودية، وعلى كل جهة إسلامية تدعى للحوار حول الشأن الوطني أن تدرس الموقف على ضوء الواقع السياسي في دائرة نشاطها.

 

*هل يوجد نقاط التقاء بينكم وبين الإدارة تساعد في إذكاء هذا الحوار؟ أيضا ما هي نقاط الخلاف الرئيسية؟

- على المستوى العام فإن الشعارات التي يرفعها الأمريكيون من نشر الديمقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان وحقوق المرأة تشكل نقاط التقاء على مستوى الشعار، لكن الخلاف يكمن في الاستهدافات والوسائل؛ حيث تساورنا الشكوك في استهدافهم الهيمنة على المنطقة وفرض أنماط ثقافتهم وخدمة الاحتلال الصهيوني.

 

*ما هي آليات التغيير التي تفضلونها: الاستعانة بالجماهير أم الحوار مع الأنظمة؟ وما هي أسبابكم في كلتا الحالتين؟

- الطريق الصحيح للتغيير هو وعي الجمهور ووصوله إلى مستوى الفاعلية، وأخذ المبادرة ضمن الطرق السلمية.

والحوار مع الأنظمة مطلوب لتشجيعها على الاستجابة لمطالب الجمهور، وتوسيع رقعة المشاركة الشعبية، ولتجاوز حقبة الصدام والعنف المتبادل.

 

*ماذا عن الاستعانة بالخارج لفرض الإصلاح؟ ومتى يصبح بديلا مطروحا؟ وهل يمكنكم اللجوء إليه؟

- لا يتمنى مواطن غيور تدخل الأجانب في شئون وطنه، لكن المشكلة هي تعنت بعض الأنظمة تجاه شعوبها إلى حد يصبح فيه التدخل الأجنبي أمرا واقعا لا يرتبط بموافقة هذه الجهة أو تلك، كما رأينا في أفغانستان والعراق، وكما حصل أخيرا في لبنان من صدور قرارات دولية ترتبط بالشأن اللبناني.