الأربعاء 24 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

مصطفى السعيد يكتب: لا مبالاة مثيرة للدهشة من تهديد القاعدة بجز عنق الصحفى والباحث عبد الرحيم على

نُشر هذا المقال بموقع وجريدة البديل بتاريخ الخميس 1 نوفمبر 2007

نشر
عبد الرحيم علي

في مقاله الثابت بجريدة البديل، أعلن الدكتور مصطفى السعيد  منذ 15 عامًا تضامنه مع الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي ضد تهديدات القاعدة  منذ ١٥ عاما،هكذا تكون القضية محيرة، ففى مثل دولتا البوليسية، والتى لديها قوات بمئات الآلاف، وجميع صنوف الأمن، لا تجد اهتماما بحياة كاتب وباحث تخصص في مواجهة التطرف، في الوقت الذى تصرف فيه مئات الملايين على الأقل فى أنشطة تدعى أنها تؤمن البلاد والعباد من التطرف، ولا نجد لها مردودا سوى محاصرة الشوارع وتأمين المواكب. 

وإلى نص المقال :. 

 عندما يتلقى كاتب وباحث وصحفى معروف مثل عبدالرحيم علي تهديدا بالقتل، فمن الطبيعي  أن يحظى باهتمام أجهزة الأمن، خاصة عندما يأتى التهديد من تنظيم مثل «القاعدة»، وهو أكثر المنظمات تطرفا وأشدها ضراوة ويدها طويلة، 
استطاعت أن تضرب أقوى دول العالم فى عقر دارها، وهو ما يتطلب أخذ تهديد من هذا النوع مأخذ الجد، وكان التهديد قد جاء من موقع الكترونى معروف لتتظيم القاعدة وهو موقع منتدى المقاومة العراقية التابع لدولة العراق الإسلامية - كتائب الجهاد الإسلامى لتنظيم القاعدة- وعلى لسان أحد أقطابه المعروفين، وهو الملقب ب"بو جالوق". 

كما أن للتهديد مبرراته الواقعية، فقد أصدر عبد الرحيم علي العديد من البحوث المهمة حول تنظيم القاعدة، أحدها في أربعة أجزاء، وله مداخلاته وحواراته وتعليقاته حول قضايا التطرف والإرهاب فى أكثر من قناة فضائية، خاصة قناة العربية التى عمل مستشارا لها، ووصفه الموقع بأنه عدو للإسلام، ويشوه صورته، ويسىء لمجاهديه.

 
وأمام هذا الخطر، كنت أتوقع أن تتحرك اجهزة الأمن بسرعة، وأن تتصل بعبد الرحيم علي وتدرس سبل حمايته، أو على الأقل مدى الخطر الذى يتعرض له، لكن الأيام مضت ولم يتلق عبد الرحيم أى اتصال إلا بعد مرور نحو أسبوعين، وسر الاتصال لم يكن خوفها على الباحث والصحفى عبد الرحيم علي، وإنما إسداء النصيحة له بأن يقلل من ظهوره علي القنوات التلفزيونية، والا يتعدث كثيرا أو قليلا عن التهديد بحز عنقه، وهذا كل ما فعلته أجهزة الأمن حسب ما أكده لى عبد الرحيم علي، وهو مشحون بالغضب والدهشة من رد فعل اجهزة الأمن.

 
ما حدث لعبد الرحيم على يعيدنى نحو 15 عاما إلى الوراء عندما وقع حادث اغتيال الكاتب فرج فودة، وللمصادفة كان لدى موعد أنا وعبد الرحيم علي مع فرج فودة فى يوم الاغتيال، لأنه كان يريد أن نشارك في إصدار مجلة تتخصص 
فى نشر الفكر المستنير، ومواجهة الفكر الظلامى. 

ولسبب ما قررنا تأجيل الموعد، وكان فرج فودة قد تلقى تهديدات بالقتل، وكالعادة لم يأخذها الأمن على محمل الجد، أو رأى أنها مهمة ثقيلة، أو غير مفيدة أن يهتم بتأمين حياة كاتب مهدد بالقتل.

 
هكذا تكون القضية محيرة، ففى مثل دولتا البوليسية، والتى لديها قوات بمئات الآلاف، وجميع صنوف الأمن، لا تجد اهتماما بحياة كاتب وباحث تخصص في مواجهة التطرف، في الوقت الذى تصرف فيه مئات الملايين على الأقل فى أنشطة تدعى أنها تؤمن البلاد والعباد من التطرف، ولا نجد لها مردودا سوى محاصرة الشوارع وتأمين المواكب.

 
يصعب وصف حالة الخوف والقلق التي تنتاب أسرة عيد الرحيم علي وأصدقاءه، ومن الصعب أكثر أن نجد تفسيرا لحالة اللا مبالاة التى يتصرف بها الأمن تجاه المهددين بالقتل وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع آراء عبد الرحيم علي، فعلينا الدفاع عن حقه فى الرأي وحقه فى الحياة الآمنة.