الخميس 25 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: أُمة على المحك

نُشر هذا المقال بموقع البوابة نيوز الخميس 02 يناير 2020

نشر
عبد الرحيم علي


تعيش مصر لحظات، حرجة بعد موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا.. لحظات علينا فيها أن نستعيد تماسكنا ووحدتنا في مواجهة غرور وصلف أردوغان وجماعات الضغط التي تدور في فلكه من فلول الإخوان وإمارة الشر في قطر.

إن الأيام المقبلة تحمل ألف احتمال.. ولكن السؤال لماذا يقف حلف الناتو هكذا دون حراك تجاه تصرفات عضو من أعضائه أقل ما يوصف بها أنها بلطجة دولية تعاند المواثيق الدولية المتعارف عليها.. فالجميع يدرك أن الاتفاق الذي بنى عليه أردوغان طلبه من البرلمان التركي والذي أسس عليه البرلمان التركي قراره بالموافقة هو اتفاق غير شرعي؛ لأنه يخالف اتفاق الصخيرات الذي يقر بضرورة موافقة المجلس الرئاسي الليبي بأكمله وليس رئيسه فقط.

أردوغان نفسه يعلم أن اتفاقه مع السراج باطل لأنه موقع من شخص واحد تصادف أنه رئيس المجلس الرئاسي.. لكنه غير مخول بالتوقيع منفردا على الاتفاقات الدولية.

إن خطوة أردوغان التي تجري في إطار صمت مطبق من حلف الناتو لتعيدنا إلى المربع رقم واحد.. مربع التدخلات الدولية في ليبيا التي تهدف إلى توزيع أنصبة ثرواته على عدد محدود من الجاهزين لابتلاعها وضمنهم أردوغان.

لذلك فإن الدفاع عن أمننا القومي يستتبع وقف التدخل الأجنبي في ليبيا بأي ثمن حتى ولو كانت الحرب التي يحاولون فرضها علينا بأي شكل.

إن أردوغان والناتو يحاولون صناعة خريف عربي آخر في شمال أفريقيا يخنقون به مصر من حدودها الغربية كما يتوهمون، ليأتي بعد ذلك دور إثيوبيا في الجنوب، إذ لا يغفل صانع القرار المصري التحركات القطرية في القارة الأفريقية التي لا تقف عند حدود الاستثمارات الكبرى، وإنما تمتد لفرض أجندات بعينها على دول القارة.. إننا حقيقة أمام تحد تاريخيّ لا نملك تجاهه كأمة إلا الوقوف صفا واحدا؛ شعبا وجيشا وحكومة وبرلمانا؛ خلف القائد والزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي مفوضين إياه في اتخاذ أي إجراءات تكفل حماية الأمن القومي لمصر.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.