الثلاثاء 16 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: جيم أوفر

نُشرعلى موقع البوابة نيوز، الإثنين 20 يوليو 2015

نشر
عبد الرحيم علي

لا أعرف لماذا كلما قرأت مقالًا لفهمى هويدي يحاول فيه أن يتباكى أو يتذاكى حول أمر يخص جماعة الإخوان الإرهابية، تذكرت مشهد العبقري نور الشريف فى فيلم العار، عندما اكتشف أن المخدرات التى خزنها فى الملاحات أذابتها الأملاح، فانطلق كالمسعور يمسك بالصفائح الخالية من المخدرات ويصيح مذهولاً «شقى عمرى ضاع».

لا يريد فهمي هويدي أن يقتنع بأن مشروع دولة الإخوان الإرهابية انتهى وإلى الأبد، ومعه انتهى مشروعه ككاتب أو محلل سياسي، لاعتباره كان متعلقًا بذلك المشروع جملة وتفصيلاً.

لم تكن الحكومة أو النظام، فى هذه المرة، من كتب نهايته ولكن الشعب المصري هو من قام بهذه المهمة التاريخية فى الثلاثين من يونيو ٢٠١٣ عندما خرج بالملايين فى شوارع ومدن المحروسة يهتف بسقوط حكم المرشد.

نعم حكم المرشد يا سيد هويدي، هذا الذى لا بد أن يذكرك بمشروع آخر وهبت له قلمك وفكرك لسنوات طويلة، والآن تشاهده هو الآخر أمامك ينهار تحت ضربات موجعة للتحالف العربي فى اليمن، إنه المشروع الإيراني يا سيد هويدي، الذى وهبت له ولم تزل جزءًا كبيرًا من حياتك منافحًا ومدافعًا ومبررًا، حتى كدت تتحول إلى صوته الوحيد فى مصر والعالم العربي، كنت تراه كل يوم يحاول تثبيت قدمه على حساب الأمن القومي العربي وتدافع عنه، حتى بت واحدًا من هؤلاء الذين فارقوا مركب الوطن منذ زمن بعيد.

والآن تفارق اللحظة وتحاول الإيقاع بالجميع ضد الجميع، ظنًا منك أنها الرمية الأخيرة الناجعة التى فى حوزتك، فحكام أبوظبي يقودون المواجهة مع الإرهاب والإخوان منفردين دون باقي الإمارات، والسيسي يسجن الشباب، وثورة ٣٠ يونيو تفقد بريقها، والنظام فى مصر يتخبط.

لقد فارق الرجل المنطق وبدأ فى رمي الحجارة كالمجنون على كل من يشتمّ منه مواجهة التنظيم الإرهابي المسمى "الإخوان" أو المشروع الإيرانى فى المنطقة.

إنه الآن يصرخ: «شقى عمرى ضاع»، لكنه لا يعلم، أو لا يريد أن يعلم، أن الـ«جيم أوفر».