الأربعاء 08 مايو 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

الملفات السرية للإخوان.. «الحلقة الخامسة».. اغتيال أمين عثمان وأحمد ماهر

نشر بتاريخ 29 ديسمبر 2013 بموقع "المركز العربي للدراسات والبحوث"

نشر
امين عثمان باشا -
امين عثمان باشا - أحمد ماهر باشا

التنظيم أعد دراسات حول حوادث اغتيال أمين عثمان وأحمد ماهر
واللورد موين للاستفادة منها
من يناوئ الدعوة مهدرٌ دمه وقاتله مثاب على فعله
التنظيم كان يراقب كل الأحزاب والتجمعات المصرية
يجب على فرد الجماعة التذؤب مع الذئاب 
كما وجدت في السيارة أيضاً أوراق كثيرة أخرى منها ما يتضمن تعليمات عن كيفية تعقب الأشخاص وما يتعين توافره في الشخص المتعقّب من سرعة الملاحظة والاستنتاج والتنكر والظهور بمظهر لا يلفت النظر.
ومنها ما يحوى بيانات مفصلة عن منشآت الجيش المصري وبعض المنشآت الأجنبية من سفارات وقنصليات وغيرها وعن المنشآت الحكومية من وزارات ومحافظات ومديريات وأقسام ومراكز ونقط البوليس والسجون والمصالح ومكاتب التلغراف والتليفون والبريد وغيرها وعن المواصلات من سكك حديدية وترام وطرق زراعية وخطوط الاتوبيس وغيرها.
ومنها ما يشير إلى أن القتل الذي يعتبر جريمة في الأحوال العادية يفقد صفته هذه ويصبح فرضا واجبا على الإنسان إذا استعمل كوسيلة لتأمين الدعوة.
( التشديد من عندنا)
ومنها ما يتضمن الحض على أعمال الفدائيين وحرب العصابات وطريقة استعمال زجاجة مولوتوف وتخريب المواصلات والسكك الحديدية واستعمال المفرقعات والألغام والأسلحة النارية وأساليب الخنق وأحدث وسائله.
ومنها صور توضح طريقة استخدام البندقية والمسدس وإلقاء القنابل اليدوية ومنها ما يشرح كيفية القتل بواسطة الخنجر وكيفية تعطيل السيارات بخلط البنزين بالماء أو السكر أو بوسائل أخرى.
ومنها أوراق اختبار تتضمن أسئلة وأجوبة عن حادث قتل أمين عثمان باشا ونواحي الضعف التي أدت إلى ضبط القاتل – وعن تعليل الصلة بمن يوجد مع المقبوض عليه وسبب اجتماعه به.
ومنها رسوم وأوراق تتضمن دراسة لحوادث الاغتيال السابقة كحادثي قتل المغفور له دولة أحمد ماهر باشا واللورد موين.
ومنها مذكرات عديدة في القانون الجنائي وبالأخص سلطات المحقق والقواعد الخاصة بالتفتيش والتلبس وكيفية الإجابة في حالة الضبط وألا يذكر المستجوب أنه من جماعة الإخوان المسلمين ويذكر أنه تركها في تاريخ سابق وألا يذكر أسماء من يعرفهم من زملائه وأن يجيب بأنه لا يعرفهم أو أنه لا يتذكرهم.

ومنها مذكرات عن كيفية التراسل بالكتابة الرمزية "الشفرة"
وضبطت في هذه السيارة ايضا أوراق مكتوبة على الألة الكاتبة وخاصة بالبرامج والمخابرات وتنسيقها مع الأقسام الأخرى ورفع مستوى القيادة، وإطلاع القواد على نشاط الحركات السرية والبحث عن المعلومات الدقيقة وتحريها وأن بهذه الأمور يكونوا قد قطعوا شوطا يفرضه الله عليهم، وأن الإعداد يتناول الشخصية من الإخوان العاملين وما يجب توافره فيهم من الصحة الجيدة والمهارة والتنظيم الذاتي والمكر – وأن يحققوا الحكمة «التذؤب مع الذئاب»، ( التشديد من عندنا) ثم بيان ما يتناوله الإعداد الرياضي والفني ومعلومات عن الكهرباء واللاسلكي والتصوير الفوتوغرافي والاختزال والتدريب على التمثيل وعمل المكياج وتغيير الزي والهيئة وقيادة الدراجة والسيارة والموتوسيكل، وكذلك قيادة العبارة عند اتصال الحركة بالخارج وأنه عند الاتصال اللاسلكي بالخارج في الأوقات العصيبة يمكن توصيل الأشياء والأخبار بواسطة طيارين وأن تشتري طائرات خاصة حتى يتم إنشاء شركة للطيران – وغير ذلك مما وصف بأنه خطوط رئيسية يشملها بناء جماعة المخابرات التي تقدم تقارير عن القائمين بالأعمال في أقسام البوليس وقواتها والمحال الصناعية اليهودية والأجنبية والمصرية. 

وأن من مهام المخابرات أيضاً وجود جماعة المخابرات للأحزاب المصرية الوفد والسعديين والسعديين الأحرار والأحرار الدستوريين والكتلة الوفدية والحزب الوطني ومصر الفتاة وحزب العمال وحزب الفلاح الاشتراكي، وغير ذلك من النقابات والجمعيات المختلفة والحركات الشيوعية وكذا أعمال المخابرات لكل وزارة من الوزارات والجامعة والأزهر والمدارس.
وضبطت في السيارة الجيب أيضا أوراق فيها حديث عن الأجانب يهوداً كانوا أو نصارى والتحذير من خدعة أنهم ذميون وأن إعلان حرب نظامية ليس في مقدور أعضاء الجماعة الآن، وأن عليهم ألا يترددوا في اغتيال أعداء رسول الله وأن من التنطع تقديس دماء المرأة بلا قيد ولا شرط وأن من ساستنا من يجب استئصاله وتطهير البلاد منه، فإن لم توجد سلطة شرعية تصدمهم فليتول ذلك من وضعوا أنفسهم جنودا للحق وأن الإسلام يتجاوز عن احتمال قتل المسلمين إذا كان في ذلك مصلحة – ويلى ذلك عبارات عن وجوب مناصرة هذه الجماعة وأن من يناوئها أو يناهضها أو يقف في سبيلها أو يحاول إخفات صوتها مهدر دمه وأن قاتله مثاب على فعله. ( التشديد من عندنا)
رموز للأسلحة والمتفجرات:
ضبطت في السيارة أيضاً مفكرة تحوي رموزاً وأرقاما ومرفق بها ورقتان بالأولى رموز للأسلحة والمفجرات ومن بينها كلمتا «مصحف وصابون» وإشارة إلى تسمية الأشخاص بأرقام معينة وبالثانية تقرير عن اجتماع أثبت فيه أرقام الحاضرين وما تناولوه من دراسة لأنواع المفجرات والمشاعل والفتيل والسعات وتكملة الدراسة السابقة وقراءة اللائحة العامة وقواعد تتذكرها إذا اعتقلت وتحضير الجزء الأول من القانون وفقه السنة حتى أول الوضوء للاجتماع القادم وحفظ الربع الأول من سورة الإنسان.
1- ضبطت في قضية الجناية العسكرية رقم 227 سنة 1948 الوايلي حافظة جلدية بها أوراق عبارة عن برامج وأصول مسائل مقسمة تقسيما منظما وموضوعة في أغلفة من الورق الأبيض وتتضمن نظاما شاملا لكل مسألة من المسائل التي أعد لها ملف وعنوان على حده ومنها ورقة بعنوان الهيئة القانونية، تشمل تشكيل لجنة قانونية وأخرى قضائية، وورقة بعنوان «القسم القانوني والقضائي» فيها بيان لأغراض هذا القسم وتنظيمه وإنشاء لجان مصالحات ومحاكم كلية ومكتب تحقيق ومحكمة عليا ولجنة صلح ولجنة الأبحاث ولجنة اللوائح ووضع لائحة للجرائم المعاقب عليها والجزاءات المقررة لها، وتفصيل اختصاص كل لجنة من هذه اللجان، ومنها أوراق خاصة بالدعاية الخارجية والداخلية ومن وسائلها تسيير مواكب ومظاهرات في الدول الخارجية لمناصرة الجماعة في موقفها بقصد الضغط على الحكومة المعادية وأشير فيها إلى أن الأمر قد يتطلب اغتيال شخصية معادية كبيرة في خارج القطر للفت أنظار العالم واستخدام المندوبين في الضغط والتوجيه في السياسة الداخلية كإرسال مقال ذي مغزى أو الأبراق إلى الصحف المصرية بخبر معين لابد أن تنشره، كما حدث عند إذاعة مقتل الإمام يحيى خطأ قبل وقوعه في المرة الأولى إذ أن هذه الأنباء تحدث توترا خاصا يمكن استخدامه في صالح الحركة.
 كما ورد فيها أن الدعاية تستلزم إنشاء محطات إرسال للإذاعة يومين في الأسبوع كل يوم ثلاث إذاعات في الصباح وبعد الظهر وفي المساء، وأن برنامج الإذاعة يكون بسرد أخبار وتعليقات وإشاعات وخطابات بالعامية مثيرة لعواطف ومشاعر الجماهير على الطريقة الألمانية وبإصدار منشورات عن الحوادث التي يرتكبها أفراد الحركة بصورة مبالغ فيها تارة والنقد والتجريح للإيهام تارة أخرى وإلقاء خطب سياسية والقيام بحملات في الصحف وعرض بعض الأفلام عن حركات التحرير وأن هذه الدعاية تستلزم وجود مطبعة وجستتنر ومعمل زنكوغرافي، ومن هذه الأوراق أيضا ثلاث ورقات عن «الإعانات والتعويضات والتهريب» فيها بيان عن وسائل التهريب بطرق المواصلات من طائرات وسفن وسيارات وقوافل وعن البضائع المهربة والعملة الصعبة وأنه يتعين تهيئة أشخاص للعمل في بعض الأماكن والشركات والاشتراك في أسهم الشركات أو تأسيسها للعمل في مناطق المواني – ومن هذه الأوراق أربع ورقات عن قسم التربية والإعداد فيها بيان عن أغراض هذا القسم وتنظيمه وعن القيادة والوكيل والسكرتارية ومجلس الإدارة وعن تشكيل مجلس إدارة للقاهرة وآخر للأقاليم من مدير ورؤساء مناطق وفيها بيان عن أعداد الأشخاص في مرحلة الاختبار وثلاث مراحل أخرى تدرس فيها المسائل العسكرية وحرب العصابات والحرب في المدن والألغام والمدافع الرشاشة والرحلات التدريبية والرياضية العنيفة وقيادة السيارات والسباحة والقفز والجري وإتقان إحدى اللغات الأجنبية.

السيارة الجيب والجاسوسية:
ومن هذه الأوراق أيضا ورقتان عن الجاسوسية وتعريفها وأغراضها وتنظيمها وتشكيلها من رئيس ووكيل ووحدات وأفراد واختصاص كل منهم وأن يكون أفرادها مجموعات خماسية يوزعون على الهيئات الآتي بيانها – الدراسة والتعقب – الشيوعية – مصر الفتاة – الوفد – السعديين – الأحرار – جبهة مصر – الكتلة – الشبان المسلمين – الشبان المسيحيين – حزب العمال – نقابات العمال – البوليس السياسي – السكرتارية ورئاسة العمليات. ( التشديد من عندنا)
وقد تبين من تقرير خبراء الخطوط أن هذه الأوراق المضبوطة بالحافظة محررة بخط السيد فايز عبدالمطلب المتهم في قضية الجناية رقم 227 سنة 1948 عسكرية الوايلي.
ووجد أيضاً بين أوراق الحافظة عدد كبير من التقارير والرسوم والبيانات الدقيقة عن السفارات البريطانية والأمريكية والفرنسية والمحال التجارية والفنادق والمنازل والأشخاص بمدينة القاهرة وضواحيها والاسكندرية وبورسعيد والسويس وغيرها من بلاد المملكة المصرية وهي تدل على مراقبة هذه الأمكنة وهؤلاء الاشخاص مراقبة دقيقة وتضمنت كثير منها طريقة نسفها والزمان والموضع المناسبين لتنفيذ ذلك وكيفية الهرب بعد ارتكاب الحادث. ( التشديد من عندنا)
2- ضبط السيد فايز عبد المطلب المتهم في قضية الجناية العسكرية رقم 227 سنة 1948 الوايلي في يوم 19 يناير سنة 1948 مع آخرين وهم يتدربون على استعمال الأسلحة والمفرقعات بجهة جبل المقطم ووجدت في حافظة نقوده ورقة ثبت من تقرير خبراء الخطوط أنها بخطة وهي عبارة عن جدول يبدو من طريقة تحريره أنه جدول خلايا وقد رمز للكثرة من أصحاب الأسماء الواردة فيه بارقام معينة ومن بينها أسماء المتهمين الثالث والرابع والخامس عاطف عطيه حلمى وكمال سيد سيد القزاز وعبدالعزيز أحمد البقلى وقد رمز لهم بارقام 122 و 252 و 253 على التوالي وقد تبين من التقارير التي وجدت بالحافظة الجلدية المضبوطة في قضية الجناية العسكرية رقم 227 سنة 1948 الوايلي سالفة الذكر كما رمز لمحرريه بأرقام معينة ورد بعضها في جدول الخلايا المذكور وثبت من تقرير الخبراء ومن اعتراف بعض المتهمين الذين رمز لهم في الجدول بأرقام معينة أنهم حرروا التقارير المضبوطة في تلك الحافظة والتي رمز لمحرريها بهذه الأرقام. 
واعترف أحد هؤلاء وهو عبد الفتاح ثروت المتهم في قضية الجناية العسكرية رقم 41 سنة 1949 مصر القديمة أنه حرر ثلاثة تقارير عن ثلاثة محال تجارية ووصف فيها هذه المحال وكيفية نسفها وطريقة الهرب بعد ارتكاب الحادث وقرر أنه حرر هذه التقارير بناء على تكليف المتهم الثالث عاطف عطيه الذي كان يرأس خليته وأنه أقسم بمنزل عاطف هذا على الطاعة والإخلاص والكتمان.
تحريراً في 11 يوليو سنة 1949 – توقيع النائب العام- ( محمود منصور )
الحكم في القضية :
وأخيرا جاءت الأحكام في القضية على النحو التالي :
1- عبدالمجيد أحمد حسن.. إعدام
فاعل أصلي مرتكب الحادث.
2- محمد مالك يوسف
أشغال شاقة مؤبدة:
هو الذي وقع اختياره على عبد المجيد أحمد حسن.
3- عاطف عطيه حلمي
أشغال شاقة مؤبدة:
اصطحب المتهم للترزي لتفصيل البدلة العسكرية.
4- شفيق أنس
5- محمود كامل
أشغال شاقة مؤبدة:
شركاء بالاتفاق والمساعدة حيث تواجدا يوم الحادث الأول بملابس كونستابل والثاني بملابس عسكري بوليس لمعاونة المتهم على ارتكاب الحادث والهرب.
6- كمال القزاز
براءة:
استدعى الترزي بمحله لمقابلة المتهم وعاطف للاتفاق على تفصيل البدلة.
7- عبدالعزيز البقلي
براءة:
الترزي الذي فصل البدلة للمتهم.
8- محمد صلاح الدين عبدالمعطي
براءة:
حصل بمنزله إحدى الاجتماعات
9- السيد سابق
براءة :
واعظ وأفتى بشرعية القتل
10- السيد فايز
براءة:
رئيس مجموعات القاهرة وحضر بعض الاجتماعات لتدبير الحادث.
11- عبدالحليم محمد أحمد
براءة:
كان يتردد على منزل شبرا ويحضر الاجتماعات
12- محمود حلمى فرغل
براءة:
كان يتردد على منزل شبرا ويحضر الاجتماعات
13- محمد احمد على
براءة:
كان يتردد على منزل شبرا ويحضر الاجتماعات
14- جلال يسين
براءة:
كان قد وقع عليه الاختيار ليعاون القاتل عند أرتكاب الحادث بأن يرتدي ملابس كونستابل وكلنه احتج بمرضه وحل محله محمود كامل.
15- محمد نايل
براءة:
مستأجر منزل شبرا الذي كان يبدل به المتهمون ملابسهم العادية بالملابس العسكرية في المرات التي صمموا فيها على ارتكاب الحادث.

والى اللقاء في الحلقة القادمة .