من أرشيف عبد الرحيم علي
لوفيجارو تبرز خبر ندوة مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس وكلمة عبد الرحيم على حول استغلال الإسلاميين لحقوق الإنسان
نشر بتاريخ 17/فبراير/2021 بموقع "البوابة نيوز"
أبرزت صحيفة لوفيجارو الفرنسية خبرا عن ندوة يقيمها مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، الذي يرأسه الدكتور عبد الرحيم على، حيث تتناول الندوة المقرر عقدها السبت القادم 20 فبراير في العاصمة الفرنسة باريس، إشكالية استغلال الإسلاميين لحقوق الإنسان كذريعة للوصول لأهدافهم السياسية.
ومن المقرر أن تعقد الندوة في باريس السبت القادم وتدور حول شعار "حقوق الإنسان" الذى يتخذه تيار الإسلام السياسي ذريعة للوصول لأهدافهم، كما أن فلسفة الندوة تعتمد على "ان شجرة حقوق الإنسان تخفي وراءها غابة من الحقوق الحقيقية للإنسان".
يقول الدكتور عبد الرحيم على مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس: إن فلسفة موضوع الندوة يطابق مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو: "الأعمى هو الذي لا يريد أن يرى".. ذلك أن مفهوم حقوق الإنسان، وفقًا لليسار الأوروبي الجديد، هو فكر مبتور وغير مكتمل، لأنه يقتصر مبادئه الجميلة على الحقوق المتعلقة بالحريات -التي هي مقدسة بكل تأكيد- كحرية التعبير، لكنه في نفس الوقت يتجاهل، بشكل واضح، حقوق الإنسان في حياة سعيدة، وتعليم بجودة عالية، ورعاية صحية مضمونة؛ باختصار هو مفهوم يعني سلاما وهدوءا لا يمكن لحرية التعبير أن تحل محله.
وتأتي الندوة بعد استغلال جديد لملف حقوق الإنسان من قبل الإسلاميين وصولا لتحقيق أهدافهم السياسية، ومن خلال أن شجرة حقوق الإنسان تخفي وراءها غابة من الحقوق الحقيقية للإنسان، ما يتطابق مع مقولة الشاعر الفرنسي جان كوكتو: "الأعمى هو الذي لا يريد أن يرى"، وذلك لأن مفهوم حقوق الإنسان، وفقًا لليسار الأوروبي الجديد، هو فكر مبتور وغير مكتمل، لأنه يقتصر مبادئه الجميلة على الحقوق المتعلقة بالحريات، التي هي مقدسة بكل تأكيد، كحرية التعبير، لكنه في نفس الوقت يتجاهل، بشكل واضح، حقوق الإنسان في حياة سعيدة، وتعليم بجودة عالية، ورعاية صحية مضمونة؛ باختصار هو مفهوم يعني سلاما وهدوءا لا يمكن لحرية التعبير أن تحل محله.
ولا شك أن حرية التعبير والحريات الأخرى الناتجة عن العملية الديمقراطية الغربية الطويلة باتت بكل تأكيد ضرورية ولكن في مواجهة تحديات الإرهاب والإفلاس الاقتصادي أصبحت حياة الإنسان وسلامته على رأس الأولويات وذلك حسب تعبير الكاتب الصحفي الفرنسيى الكبير "جان لاكوتور": إن عظمة السياسة تقاس بمدي تلبيتها لما هو عاجل وفوري، وإن النظر إلى الشرق الأوسط اليوم فقط كموقع بناء جاهز لتبني حقوق الإنسان هي بمثابة عمى سياسي بعيد كل البعد عن هموم وانشغالات رجل الشارع في الشرق بعد أن سحقته الحروب الأهلية تارة، ثم فظائع داعش ومن على شاكلته تارة أخرى، لذا لا يتطلع الشارع العربي إلا للاستقرار بل ويحلم فقط بالقدرة على استعادة الكرامة التي فقدها منذ زمن طويل.
ويبدو أن الخطاب الذي ينتمي إلى مفهوم "اليوتوبيا"لحقوق الإنسان في أوروبا يتم التلاعب به من قبل اللوبي الإسلامي الموالي لتركيا وبالفعل وجد الإخوان المسلمون في تركيا وقطر في مسألة حقوق الإنسان حصان طروادة ليحققوا مكاسب في الغرب يحاولون بها رفع شأن الإسلاموية بشكل مختلف.
وتعد الندوة فرصة للكشف عن تلك الحيلة الإسلامية من جهة، وللتأكيد من جهة أخرى على الواقع السياسي والاقتصادي القاسي للحياة اليومية في الشرق الأوسط.، ومن خلال أن حقوق الإنسان مهمة بشكل لا يمكن إنكاره ولكن هل يمكنها، في السياقات المختلفة التي نعرفها، أن تقدم طوق النجاة في عالم يغرق بأكمله؟
تبدأ الندوة في العاشرة والنصف صباحا بترحيب بالضيوف، ثم يقدم الدكتور أحمد يوسف المدير التنفيذي لمركز CEMO، المتحدثين وهم: السيناتورة فاليري بوييه، تحت عنوان "تركيا، مرض أوروبا"، والدكتور عبد الرحيم على المفكر السياسي ورئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس CEMO ويتحدث عن "حقوق الإنسان.. قراءة من الجانب الآخر"، وإيف تريار، رئيس تحرير Le Figaro، تحت عنوان "القانون الفرنسي في مواجهة الإسلاموية"، ثم يتحدث رولان لومباردي، عالم جيوسياسي ومدرس في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة إيكس مرسيليا، تحت عنوان "حقوق الإنسان والسياسة الخارجية الواقعية.. هل هما مفهومان متوافقان ؟"، ويتحدث جيل ميهاليس رئيس موقع كوزور، ويتم بعد ذلك فتح باب الحوار للأسئلة والأجوبة.