الخميس 18 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

سنوات المواجهة «6».. عبد الرحيم علي مستشارا لشئون الإرهاب لقناة العربية

نشر
عبد الرحيم علي

أقف كثيرا أمام منطوق خبير أو مستشارا أو متخصص، وأُدرك أن تلك الصفات خلفها طريق شاق لاكتسابها، تاريخ من البحث والاطلاع والمواجهات والفحص والتمحيص والمعايشة ولا يصح بأي حال من الأحوال أن نُطلقها هكذا هباء، ولأن عبد الرحيم علي قطع الطريق من أوله باحثا ومطلعا ومواجها ثم خبيرا ومحللا وصاحب رؤية وصاحب قلم كاشف تصدق نبوءته كان محط أنظار الكثير من القنوات.* مستشارا لشئون الإرهاب وحركات الإسلام السياسي بقناة «العربية»كانت قناة «العربية» صوتا متميزا تبحث عن الكفاءات للتعاقد معها كمستشارين ومحللين متخصصين فى ملفات بعينها.. وحسنا فعلت قناة «العربية» بسعيها نحو عبدالرحيم على، وفى مقابلة خاطفة فى فندق ميرديان القاهرة يلتقى الكاتب السعودى الكبير عبدالرحمن الراشد رئيس قناة «العربية» الجديد، آنذاك، عبدالرحيم على ويتفقان على العمل لصالح القناة مستشارا لشئون الإرهاب وحركات الإسلام السياسي.
ليصبح عبدالرحيم واحدا من أبرز المتحدثين على شاشتها الفضائية، وهى التى يحرص قيادات القاعدة على متابعتها مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى، حتى باتت سهما مرشوقا فى صدر التنظيم.مع صدور موسوعة عبدالرحيم الجديدة عن تنظيم القاعدة بعنوان: «حلف الإرهاب (٤ أجزاء)، وظهوره اليومى على شاشة «العربية»، وكتاباته المنتظمة بجريدتى «الأهرام والشرق الأوسط»؛ حيث كان ثالث ثلاثة تميزوا بالكتابة فى جريدتين واسعتى الانتشار فى الشرق الأوسط، وهما الأهرام المصرية والشرق الأوسط اللندنية، حيث زامله فى تلك الفترة كاتبان فى الجريدتين من مصر، هما: الكاتب الصحفى فهمى هويدى والدكتور عبدالمنعم سعيد.
ولكن عبدالرحيم زاد على ذلك اشتباكه الدائم فى المنتديات على شبكة الإنترنت مهاجما تنظيم القاعدة وقياداته، كاشفا فساد منهجهم، وهنا كان لا بد أن يكون للقاعدة قرار ضده.بالفعل وبسرعة يصدر التكليف علنا ولكل أعضاء القاعدة فى كل أنحاء المعمورة، ويقضى التكليف بضرورة إسكات عبدالرحيم على من خلال اغتياله، بل وحددوا طريقة الاغتيال بأن يكون عن طريق جز الرقبة.هنا صار الأمر فى منتهى الخطورة.. تنظيم القاعدة الذى اجتاح نقاطا كثيرة فى العالم، أبرزها أمريكا، أصدر قراره بالاغتيال، وكان عبدالرحيم قد تلقى قبل هذا التهديد العلنى عدة تهديدات من خلال الإيميل الخاص به، ولكنه لم يلتفت إليها.. وإنما هذه المرة كان الانتباه واجبا. على الفور أصدرت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بيانا فى ٢٤ أكتوبر ٢٠٠٧، أعلنت فيه تضامنها الكامل مع عبدالرحيم على، وقال البيان: إن اللجوء إلى العنف والتهديد باستخدام القوة ضد أصحاب الأقلام أمر مرفوض تماما.. ووقّع على البيان الكاتب الصحفى يحيى قلاش الذى كان يشغل موقع سكرتير عام النقابة فى حينها.عدد من الجرائد المصرية والعربية تابع تلك الواقعة، حتى إن جريدة «الأهرام» العريقة تفرد صفحة كاملة صباح يوم السبت ٣ نوفمبر ٢٠٠٧، لتنشر حوارا مطولا معه أجراه الكاتب الصحفى محمد دنيا، وتصدرته عناوين على لسان عبدالرحيم على، ومن أبرزها.. «تهديدات القاعدة لن تمنعنى من كشف فضائحها»، ويربط بذكاء بين القاعدة والتنظيم الأم، وهو الإخوان المسلمين، ليقول عنهم فى عنوان آخر الإخوان كاذبون على طول الخط وليس من المقبول أن يلعبوا برأسين مع المجتمع.وعلى جانب آخر، تقدم عبدالرحيم على بملف التهديدات كاملا إلى وزارة الداخلية التى وعدت بترتيب حراسة وحماية كاملة لعبدالرحيم.يجتمع بمكتبه فى مركز الدراسات بالفريق المتعاون معه، ويقرر إصدار موسوعة فضائحية تضم كل جرائم تنظيم القاعدة بالتوثيق اللازم لتلك الجرائم، لتكون دليلا دامغا ضد هذا التنظيم. وتستمر رحلة نضال الواثق من صدق أفكاره.. المؤمن بقضية وطن يتطلع إلى غدٍ مشرق من دون إرهاب أو تعصب أو فتاوى القتل والتطرف.