الثلاثاء 08 أكتوبر 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

الصندوق الأسود.. سنوات المواجهة «2»

نشر
عبد الرحيم علي

يترك عبدالرحيم على مهد صباه ويهجر معاركه اليومية التى أحبها يغادر وعنوان الوحدة الوطنية نصب عينيه لم يختصم في حياته سوى الإرهاب وجماعات التطرف، جاء إلى القاهرة، وهو يعرف الطريق جيدًا هناك في 23 شارع عبدالخالق ثروت بوسط البلد حيث مقر جريدة «الأهالى».

 

بداية جديدة وزمن جديد وأصدقاء جدد

 

يصدر مجلس إدارة جريدة «الأهالى» قرارًا في غير موعد اجتماعه الرسمى بتعيين عبدالرحيم على صحفيًا بالجريدة، لتبدأ تجربة جديدة وهى الاحتراف والمشروعية المهنية والانضمام لنقابة الصحفيين.

 

عبدالعال الباقورى رئيسا للتحرير ومؤمن بطاقة الحالمين، ويضع كل ثقته في المقتحم الجديد عبدالرحيم على.. الكاتب الصحفى المخضرم في التحقيقات الصحفية مصطفى السعيد، وهو من قدامى محررى الأهالى يحتفل بزمالة عبدالرحيم لسابق عملهما المشترك في صحراء الصعيد وفضح الإرهاب.

 

تكسب الصحافة المصرية والعربية ميلاد صحفي وباحث متخصص على درجة شاعر لا ترى عيناه سوى خريطة مصر وأحلام شعبها في الحرية والعدالة والمساواة.

 

لم يبتعد عبدالرحيم عن الملف الذى عمل عليه في المنيا.. ملف الإرهاب وجماعات التأسلم السياسي... قادة تلك الجماعات يعرفون عبدالرحيم بالاسم، ولذلك نزل عليهم الخبر صاعقًا عندما علموا أن الدكتور رفعت السعيد رئيس مجلس إدارة جريدة «الأهالى» وأمين عام حزب التجمع، قرر تكليف الكاتب الصحفى عبدالرحيم على بمواصلة عمله في هذا الملف، ولكن هذه المرة من أرشيف وزارة الداخلية ومن الوقائع على الأرض. لطمة مؤلمة من السعيد لتلك الجماعات والتنظيمات. 

 

يدخل عبدالرحيم على إلى مهمته الجديدة واثقًا من قدرته وموهبته فكان صداعًا مزمنًا لهم سواء داخل مصر أو في العواصم المختلفة التى ترعاهم.

 

ومن العواصم التي انزعجت كانت لندن التى تتستر على رموز الإرهابيين هناك بل وتغض الطرف عن التمويلات التى يرسلها الهاربون هناك إلى أتباعهم بمصر.. وتتوالى مانشيتات الأهالى بقلم القادم من المنيا. 

 

لم يواجه صحفي شاب في بداية حياته معاناة أشد من تلك التي واجهها عبدالرحيم على.. ولنا في ذلك واقعتان الأولى أمر اعتقال والثانية أول محاولة اغتيال له.

 

تم اتخاذ خطوات لتنفيذها بالفعل عام ١٩٩٧.. خمس سنوات من الاختفاء الأول ليبدأ الاختفاء الثانى فهذه المرة لا ينفع فيها قادة حزبيون للحوار وحل الأزمة ولا يحسمها مواجهة.

 

كان الاستبداد المسلح في الصعيد قد بلغ عنفوانه، وكان عبدالرحيم على لهم بالمرصاد، ولما عجز قادة الإرهاب عن ملاحقته، صدرت فتواهم بتصفيته، ولم تكن تلك الفتوى سرا، بل جاهروا بها على المنابر التى يسيطرون عليها.. يتابع عبدالرحيم كل وسائل الإعلام من راديو إلى تليفزيون إلى جرائد ومع كل ضربة أمنية هناك يقترب باب الفرج والخروج من جديد إلى العمل والحرية.

 

للحديث بقية..

 

 

 

تم نشره بتاريخ الإثنين 31/أغسطس/2020  بموقع “البوابة نيوز”