الجمعة 29 مارس 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: القيصر في مواجهة الإرهاب الدرس الذي يجب أن نتعلمه من بوتين

نشر
عبد الرحيم علي


وقد حدد القانون الأقرباء حتى الدرجة الرابعة، والذكاء في هذا القانون أنهم أدركوا أن هذا الإرهابى قد يتخفى عن الجميع، لكنه لن يستطيع أن يتخفى عن أقربائه أو من يعيش معهم، وفى الأيام الأولى لصدور هذا القانون، توالت البلاغات عن إرهابيين من أقربائهم أنفسهم حتى يتمكنوا من إخلاء مسؤولياتهم أمام الدولة والقانون، وحتى لا يتحملوا جرائم غيرهم. 

ونجح القانون في شهوره الأولى في السيطرة على الإرهاب في روسيا، وكذلك في الوصول إلى إرهابيين خطيرين ما كان الأمن ليصل لهم من دون الإرشاد عنهم. ويتضمن القانون أيضًا عقوبة تصل إلى السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا لمن يشارك في تشكيل تنظيم إرهابي، والسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات لأي شخص «يتلقى تدريبًا الهدف منه تمكينه من ارتكاب أعمال إرهابية»، وخصوصًا التدريب على كيفية التعامل مع المتفجرات والأسلحة. كما يقضى القانون بفرض عقوبة تصل إلى 6 سنوات على أي شخص ينضم في الخارج إلى مجموعة إرهابية تعتبر نشاطاتها مؤذية لمصالح روسيا.

 

تصفية الإرهابيين

 

قضى بوتين على قادة الحركة الانفصالية في داخل الجمهورية الشيشانية مثل اغتيال جوهر دواديف 1996 رئيس الشيشان - اغتيال الإرهابى الدولى خطاب 2002- اغتيال أصلان مخادوف - اغتيال شامل بيسايف - اغتيال دوكو عمروف. 

 

وقف معظم الشعب الروسى ولا يزال مع بوتين في حربه ضد الإرهاب حتى حقق الجيش الروسى النصر العسكري وعادت الشيشان جزءًا لا يتجزأ من الفيدرالية الروسية.. تحولت العاصمة جروزنى إلى واحدة من أجمل المدن في جنوب روسيا.. أُعيد بناؤها من جديد، وكذلك كان حال جميع المدن والقرى التي تضررت جراء حربين طاحنتين.

 

الرئيس بوتين لم يكتف بالنصر العسكري فقط، بل انتصر مخابراتيا، واستطاع القضاء على بعض قادة الانفصال، كما صفى الرئيس الشيشانى سليم خان يندرباييف في قلب العاصمة القطرية الدوحة.

 

لم يتبقَ من الحركة الانفصالية سوى جيوب صغيرة تحتمى بالجبال، وتقوم بين حين وآخر بالبرهنة على وجودها عن طريق عمليات إرهابية متفرقة في المدن الروسية.. لكن الجميع يدرك في النهاية أن الدولة الروسية قد انتصرت، وأن النصر لم يكن ليحالفها لولا الحسم!