الأربعاء 24 أبريل 2024

من أرشيف عبد الرحيم علي

عبدالرحيم علي يكتب: أيها الاخوان: احذروا غضبة المصريين

نشر هذا المقال في موقع البوابة نيوز، السبت 01 ديسمبر2012

نشر
عبد الرحيم علي


لماذا لا يرى الإخوان في كل ما يحدث على طول البلاد وعرضها، من غضب ورفض لسياساتهم التسلطية؛ سوى المرتزقة والنظام القديم والمؤامرة على الرئيس. 

ملايين المواطنين الشرفاء الذين خرجوا في طول البلاد وعرضها، من الإسكندرية إلى أسوان، مرورا بطنطا والمنصورة والسويس والإسماعيلية والإسكندرية وأسيوط والمنيا، هل كل هؤلاء من المرتزقة ورجال النظام القديم، هل البرادعي وحمدين وعمرو موسى، الوفد والتجمع والناصري، المصرية للتغيير وكفاية، الصحفيون والقضاة، هل كل هؤلاء من المرتزقة ورجال النظام القديم؟ 

ألا يوجد رجل رشيد واحد داخل هذه الجماعة، التي صدعتنا كثيرا بكونها جماعة كبيرة تمتلئ برجال الفكر والرأي، يرى ما يرى المصريون جميعا، من غضب عارم في الشوارع والأزقة والحارات والميادين، في الداخل والخارج، موجه لسياسات الجماعة والرئيس مرسي، غضب وصل إلى حد الغل والكراهية التي دفعت البعض إلى حرق مقرات الجماعة في عدد كبير من المحافظات، غضب أججته تلك الطريقة الهمجية التي فض بها منتسبو الجماعة اعتصام الاتحادية، والدم البرئ الذين تسببوا في سفكه، ألم تتعلم الجماعة الدرس؟ 

إن الدم لا بد وأن يأتي بالدم، ألم يدركوا أن الذي أطاح بمبارك، بعد التعاطف الشعبي الكبير مع خطابه قبل الأخير هو ما حدث فيما سمي بموقعة الجمل، ألا وهو سفك الدماء البريئة، قد يرد الإخوان، ولديهم بعض الحق، إن في القتلى أيضا إخوان، ومن الذي أخرجهم ليدافعوا بهذا الشكل الفج والممقوت، عما قيل إنها الشرعية، أليس هناك مؤسسات أمنية في الدولة، تلك مهمتها، أليس من أخرج هؤلاء الشباب ليتصدوا لإخوانهم من المصريين العزل ، ويفضوا اعتصامهم بهذه الغلاظة والعنف، الذي وصل إلى حد التعذيب الجسدي المروع، الذي جرى على مرأى ومسمع من العالم كله، ونقلته أجهزة الإعلام المختلفة، أليس من فعل كل ذلك واتخذ قرار التدخل بهذه الطريقة، هو من يتحمل دماء الجميع، لماذا إذن يتباكى المرشد العام وهو يصلي على الشهداء - نحسبهم كذلك جميعا عند الله- دون أن يشير ببنت شفة لمن اتخذ لهم قرار الخروج للتصدي لمواطنين مصريين مثلهم، منتزعين بذلك سلطات ليست لهم.

إن الجماعة ورئيسها يسيرون في طريق المجهول إن لم يبصروا ما يبصر المصريون، ويلبوا مطالب الشعب الذي رفعهم من مواطنين زائدين على الحاجة، ضمن نظام يلفظهم وينكل بهم، إلى حكام يتحكمون في مستقبل إوطانهم، هم الذين لم يساندوا الثورة منذ بدايتها، ولحقوا بها والقطار على وشك الوصول إلى محطته الأخيرة، ثم خطفوه ليوجهوه نحو وجهة غير التي أرادها المصريون، أيها الرئيس، أيها المرشد العام، يا كل فرد في جماعة الإخوان، أفيقوا قبل فوات الأوان، واحذروا غضبة المصريين ، يرحمكم الله!!